تكوين المعلمين في الجزائر و ماليزيا
دراسة مقارنة
مقدمة :
     تختلف الأنظمة التربوية من بلد لآخر ، وذلك راجع للعديد من العوامل المؤثرة في توجيه طبيعة أي نسق تربوي كان ، حيث أن القوى الإجتماعية و السياسية     و الثقافية بل وحتى التاريخية تحدد مسار التعليم في كل قطر من أقطار العالم .
     ولقد حاولنا تسليط الضوء على نموذجين من نماذج التعليم في كل من الجزائر و ماليزيا ، هذه الأخيرة بوصفها دولة صاعدة و إحدى المعجزات التي يعرفها العالم في مجال تحسين منظومتها ككل و بالأخص نظامها التعليمي . بالإضافة إلى كونها دولة إسلامية ، أما الدولة الثانية فهي الجزائر التي هي احدى الدول السائرة في طريق النمو رغم كل العقبات التي تواجهها في مسعاها التنموي .
    ولتحديد عرضنا هذا بشكل ملتزم و مضبوط حاولنا الإقتصار على جانب من الجوانب التربوية المهمة في أي اصلاح تربوي تنشده أي دولة و هو : تكوين المعلمين .
   وارتكازا على ما سبق التعرض إليه يمكن طرح التساؤل المحوري التالي :
ما واقع تكوين المعلمين في كل من ماليزيا و الجزائر ؟
  ولمعالجة هذا التساؤل يمكن ذكر العناصر الآتية :   


أولا : مفهوم تكوين المعلمين
تكوين المعلمين : هو جميع العمليات التي بفضلها تتم تنمية قدرات و أداءات المعلم  و تنظيم جميع الإجراءات التي تساهم في جعله فعالا في انتمائه المهني ، سواء كان ذلك قبل الخدمة أو أثناءها . و تكوين المعلمين نوعان : تكوين أولي أي قبل الخدمة ، وتكوين مستمر أي أثناء الخدمة . )  تيلوين حبيب ، ص 18 (

ثانيا  - تكوين المعلمين في ماليزيا -
  1معلومات أساسية :
ماليزيا  هي دولة ناشئة لم يكن لها صيت قبل سنوات قليلة حتى أصبحت فجأة إحدى النمور الأسياوية التي تحسب لها القوى الإقتصادية العظمى ألف حساب              و رغم تعرضها لبعض الكبوات في الفترة الأخيرة إلا أن أحدا لا ينكر التقدم المذهل الذي حققته خصوصا في فترة حكم رئيس الوزراء محاضير محمد الذي شهدت البلاد على يديه نهضة كبيرة و صاحب المقولة المشهورة : سياستنا لا تخطئ لأنها علم ، لذلك كان لا بد من دراسة نظام التعليم الذي تحقق في ظله هذا التقدم  .
 2- المبادئ و الأهداف العامة للتعليم في ماليزيا :
      تسعى ماليزيا من خلال التعليم إلى تربية جيل من الأفراد متوازنين في بنائهم النفسي و الروحي والفكري و العقلي و الجسدي ، مع التأكيد على العقيدة السليمة   و الإيمان بالله تعالى ، كما تسعى ماليزيا إلى تربية مواطنين على مستوى عال من الأخلاق و المعرفة و الكفاءة يشعرون بالمسؤولية تجاه وطنهم و يسهمون في تحقيق التنمية لأسرهم و مجتمعهم ووطنهم .
    كما يمكن الإشارة إلى أن ماليزيا تبنت فكر مالك بن نبي في نهضتها التنموية قولا و عملا .
3- القوى الثقافية المؤثرة في على التعليم الماليزي :
3-1  العامل الجغرافي : تقع بشطريها الشرقي و الغربي في جنوب شرق آسيا قرب خط الإستواء ، أراضيها على الخط البحري من الهند إلى الصين ، و هي لا تعرف فصلي الشتاء و الصيف .
3-2 العامل السكاني : تنبهت ماليزيا إلى أهمية معالجة المشكلة السكانية خوفا من الإنفجار فاتجهت إلى التعليم ببرامجه و مناهجه ليكون القاعدة التي تحاول منها الإنطلاق ، وذلك بادخال مفاهيم التربية السكانية الملائمة و كذلك في برامج تدريب المعلمين وذلك بمراجعة مناهج كليات التربية ومعاهد تكوين المعلمين .
3-3 العامل اللغوي : اللغة الرسمية هي اللغة الماليزية أو المالاوية و تكتب باللغة اللاتينية أو العربية ، و اللغة الانجليزية هي اللغة الثانية بعد الماليزية و هي اجبارية
3-4  العامل الإجتماعي : كان المجتمع الماليزي مفككا مختلف الطبقات متفاوتا ، متغاير التقاليد و العادات أثناء الإحتلال الانجليزي ،  ولكن حاليا في واقع الإستقلال تم التمازج بين أفراد المجتمع الماليزي و أصبح الجميع سواء في فرص التعليم      و الرقي في المناصب العليا .
3-5 العامل الديني : الإسلام هو الدين الرسمي في ماليزيا ولكن هناك تنوع ديني ، فالبوذية لدى الصينيين ، و الهندوسية عند الهنود ، مع أقلية مسيحية .
3- 6 العامل السياسي : ماليزيا دولة اتحادية فدرالية نظامها السياسي ديمقراطي يرأسها الملك و هو ملك دستوري نتيجة مؤتمر حكام الولايات ، و للبلاد دستور دائم وهو القانون الأعلى للبلاد و تتمثل السلطة التشريعية في البرلمان .
3-7 العامل الاقتصادي :  يعتمد الإقتصاد الماليزي على الزراعة و الصناعة      و صيد الاسماك ، و المطاط هو العمود الفقري للإقتصاد الماليزي . و قد حددت ماليزيا سنة 2020  موعدا لتصبح دولة متقدمة . ) أحمد عبد الفتاح الزكي، ،2013، ص 73 ، 74 ، 75،76 ،77،78  (

4-  اعداد المعلمين في ماليزيا :
      نالت معاهد المعلمين عناية كبيرة منذ أن استقلت ماليزيا و اهتمت الدولة بها اهتماما كبيرا و توسعت توسعا كبيرا في انشائها على أحدث الطرق كي يتخرج منها معلمون أكفاء ، و نتيجة للسياسة التعليمية التي تسعى إلى تعميم التعليم بمختلف مراحله اضطرت الوزارة أن تزيد عدد معاهد ومدارس المعلمين و المعلمات حتى تساير النهضة التعليمية .
     وبالنسبة لإعداد المعلمين في المرحلة الابتدائية فقد بلغ عدد المعلمين بالمرحلة الإبتدائية حسب احصاء 1990 حوالي 240 ألف معلما ، أكثر من نصفهم غير مؤهلين بمعاهد إعداد المعلمين ولكن اضطرت الدولة إلى الاستعانة بهم لسد الشغور.
    أما معاهد تخريج المعلمين للمرحلة الإبتدائية فيلتحق بها الطلبة الحاصلون على الشهادة الثانوية ومدة الدراسة عامان . يتم بتدريس عدد من الدراسات العامة مثل : اللغات 20  %  ، الرياضيات 4  % ، التربية الفنية 3 %، الموسيقى ، العلوم 4%، التربية البدنية و الصحية 5 %، الدراسات التجارية 7 %، العلوم الزراعية 7 %، الفنون الصناعية 7 %، العلوم المنزلية 3 %، الدراسات الإجتماعية 7 %، التربيةالمدنية 2  %، التربية الدينية 4 %، التعليم السمعي و البصري و المكتبة المدرسية 1 %، المواد التربوية 4 %، التدريب العلمي 19 %،
     أما معاهد إعداد معلمي المرحلة الثانوية فإنها تنقسم إلى قسمين :
  - معاهد و مكاتب تدريب المعلمين لمدارس المرحلة الثانوية الدنيا ، و يلتحق بهذه المعاهد الطلاب الحاصلون على الشهادة الثانوية و مدة الدراسة سنتان و لكل معهد مجموعة من المواد ، فمعلمين لتدريس العلوم و الرياضيات ، والأخرون لتدريس اللغات ، ومدرسين للمواد الاجتماعية ، وآخرون لتدريس المواد التجارية و الفنية     و العلوم المنزلية و الفنون الصناعية .
 - معاهد لإعداد معلمي المرحلة الثانوية العليا فيلتحق بها الحاصلون على الثانوية العليا و يلتحقون بكلية التربية ومدة الدراسة ثلاث سنوات و قد تزيد على ذلك       و يحصل بعدها على الإجازة العالية ثم الدكتوراه . و يكون إعداد المعلم في هذا القسم على أساس التخصص في فرع أو مادة دراسية . و توفد ماليزيا مجموعة من أبنائها إلى بعض الدول العربية للإلتحاق بها للدراسة كمصر . )  بيومي محمد ضحاوي ، 1998، ص 63، 64  (
   5 -  تدريب المعلمين أثناء الخدمة :
     تعقد دورات تدريبية و تجديدية للمعلمين أثناء الخدمة لتحسين أداءاتهم         و تمكينهم من النمو العلمي و المهني ، بالإضافة إلى مساعدتهم في القيام بمهامهم الوظيفية ، كما يتم تقديم توجيهات و ارشادات فيما يخص السياسة التعليمية للوزارة . ويتم أيضا وفقها اختيار الأشخاص اللائقين لمهنة التدريس .
     إلى جانب تلك الجهات يقوم كل من مركز تطوير المناهج وقسم التعليم الفني والمهني ونقابة الإمتحانات وقسم المدارس بالوزارة ببرامج تدريبية أيضاً في أثناء الخدمة كل حسب اختصاصه . وتشمل البرامج التي تقدمها الوزارة ما يلي :
التدريب في مواقع العمل حيث يعقد في المدارس حلقات دراسية وورش عمل حول المناهج الجديدة يحضرها المعلمون المعنيون .
- تدوير العمل . أي تحويل المعلم من مدرسة لأخرى لإكسابه دراية وخبرات جديدة.
- الإلتحاق بالمؤسسات التعليمية.
- الزيارات القصيرة .
- الدورات التدريبية القصيرة .
- الدراسة بعد التخرج الجامعي .
    وتطبق وزارة التربية الماليزية نظام التدريب في أثناء الخدمة كل خمس سنوات . إذ يتم إعادة تدريب المعلمين بعد قضائهم خمس سنوات في التدريس لتلبية المتطلبات الجديدة والحديثة من أساليب التدريس والمعارف الجديدة.
     وتعد مراكز التعلم التي توفرها الوزارة في مختلف المناطق والولايات والمدارس نوعاً آخر من أنواع التدريب في أثناء الخدمة وتعتبر كمراكز للمعلمين حيث يلتقون ببعضهم البعض لتبادل الآراء والأفكار حول مختلف الشؤون التعليمية ،وهذه تعد من الأطر الحديثة لتفعيل التدريب أثناء الخدمة . وفيما يتعلق بسلم رواتب المعلمين 
فهناك نوعان من سلم الرواتب هما :
1
 - سلم خاص بالمعلمين الجامعيين ويعين عليه مديرو العموم والإدارات التعليمية والمشرفون على المدارس والمعلمون.
  -  2
سلم خاص بغير الجامعيين ويعين عليه المعلمون بعد الثانوية العامة ويستمر عليه حتى يحصل على مؤهل جامعي لينتقل إلى السلم الأعلى .
)عبد اللطيف بن حسين فرج ، 2005 ، ص 294، 295 (
ثالثا - تكوين المعلمين في الجزائر -
      معلومات أساسية :
 1- المبادئ و الأهداف العامة للتعليم في الجزائر :
تتضمنها صدور الأمرية رقم 76-35 المؤرخ في 16 أفريل سنة 1976 المتضمن تنظيم التربية و التكوين في الجزائر. الذي أدخل إصلاحات عميقة وجذرية على نظام التعليم في الإتجاه الذي يكون فيه أكثر تماشيا مع التحولات العميقة في المجالات الإقتصادية والإجتماعية.
و قد كرس الأمر السابق الطابع الإلزامي للتعليم الأساسي ومجانيته و تأمينه لمدة 9 سنوات، وأرسى الإختيارات و التوجهات الأساسية للتربية الوطنية من حيث اعتبارها :
-
منظومة وطنية أصيلة بمضامينها و إطاراتها و برامجها.
-
ديمقراطية في إتاحتها فرصا متكاملة لجميع الأطفال الجزائريين.
متفتحة على العلوم و التكنولوجية.
كما تضمن الأمر السابق نوعين من الاهداف :
أهدافا وطنية : 
وتتمثل في تنمية شخصية الأطفال و المواطنين وإعدادهم للعمل و الحياة وإكسابهم المعارف العامة العلمية و التكنولوجية التي تمكنهم من الإستجابة للتطلعات الشعبية التواقة إلى العدالة و التقدم وحق المواطن الجزائري في التربية و التكوين.
أهدافا دولية : 
تتجسد في منـح التربيـة التي تساعـد على التفاهـم و التعـاون بين الشعوب و صيانة السلام في العالم على أساس احـترام سيادة الأمم و تلقـين مبدأ العدالـة والمساواة بين المواطنين و الشعوب، وإعدادهم لمكافحة كل شكل من أشكال التفرقة والتمييز،     و تنمية تربية تتجاوب مع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية . 
2- القوى الثقافية المؤثرة في على التعليم الجزائري:
2-1  العامل الجغرافي : تقع شمال افريقيا وهي بلد متوسطي مقابل لأوربا ، كما له  امتداد مغاربي وأكبر بلد مساحة في افريقيا .
2-2 العامل السكاني : تحوي 35 مليون نسمة فئة الشباب تمثل 75   %
2-3 العامل اللغوي : اللغة الرسمية هي اللغة العربية ، و اللغة الثانية هي الفرنسية ، لتليها الأمازيغية .
2-4  العامل الإجتماعي :
2-5 العامل الديني : الإسلام هو الدين الرسمي في الجزائر . مع أقلية مسيحية
2- 6 العامل السياسي : الجزائر نظامها السياسي  شبه رئاسي ، يتم انتخاب الرئيس لفترة 05 سنوات متجددة لفترتين فقط ، و للبلاد دستور دائم وهو القانون الأعلى للبلاد و تتمثل السلطة التشريعية في البرلمان . والسلطة التنفيذية في الحكومة و السلطة القضائية في القضاء . مع فصل بين السلطات .
  2-7 العامل الإقتصادي :  يعتمد الإقتصاد الجزائري على  98 % على النفط .
3- ظروف تكوين المعلمين في الجزائر  :
3 -1 : بعد الاستقلال
    بعد استقلال البلاد تم الإعتماد على الكفاءات العربية من الآساتذة لتعليم المتعلمين ثم بعدها تم الإعتماد على الكفاءات الجزائرية مع الإرتكاز على المعاهد التكنولوجية ، فلقد ظهرت المعاهد التكنولوجية في إطار سياسة وطنية شاملة ، جاءت بشكل مستعجل في فترة تاريخية متميزة بظروفها الخاصة .)  تيلوين حبيب ، ص ، 181 ( وكانت قطبا تكوينيا يحتكر تكوين أغلب موظفي و إطارات المنظومة التربوية وكانت في البداية مركزيا لكن ابتداءا من سنة 1973 أصبح لا مركزيا بحيث يمكن لكل ولاية أن تكون مع الإشارة إلى أنه تم انشاء المدرسة الأساسية المتعددة التقنيات في أفريل 1976  .
 )تيلوين حبيب ، ص 198، 199 (
3- 2 :تكوين المعلمين في نهاية القرن العشرين و بداية القرن الواحد                     و العشرين :
     مع بدايات التسعينات من القرن الماضي عرفت منظومة التكوين الخاصة بالمعلمين تأزما و انسدادا لعدم التناسق و القرارات العشوائية . - أحداث أكتوبر 1988+ التعددية السياسية  ، فتم تنصيب المجلس الأعلى للتربية 11 مارس 1996  و كان يتكون من خمسة لجان هي لجنة التعليم ، لجنة التكوين ، لجنة البحث و الإستشراف ، لجنة المتابعة و التقويم ، لجنة العلاقات مع المحيط الإجتماعي و الثقافي   ، ثم تم حله  سنة  1998 لتنصب لاحقا اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية سنة 1999  ورفعت شعار النوعية في التعليم . وبرنامجها كان في شقين هما التكوين الأولي و التكوين أثناء الخدمة .هذا الأخير  كان محتواه التكويني هو تكوين مغلق على مدة أسبوع في العطل ، و تتمحور مواضعيه حول 03  برامج هي : برامج التعليم ، الكتاب المدرسي ، التقويم البيداغوجي . و شرعت الوصاية في التنفيذ لكن تم تجميد اجراءات التكوين في المعاهد التكنولوجية .)  تيلوين حبيب ، ص 207،208،214،215،217 ،221 (
 

 أ - التكوين الأولي في المعاهد الجامعية العليا :
     تم نقل  تكوين جميع فئات المدرسين إلى الجامعة - المدارس العليا للأساتذة E.N.S ، وعددها أربعة : مدرسة بوزريعة ، مدرسة القبة ، مدرسة قسنطينة ، المدرسة العليا لآساتذة التعليم التقني بوهران ابتداءا من سنة  1999           2003 فأصبح تحت اشراف الجامعة بدلا من وزارة التربية .                        )        تيلوين حبيب ، ص 225 (
         وقد تم هذا التوجه إلى المدارس العليا للأساتذة في الجامعة ، بتكوين معلمين في الطور الابتدائي بالدراسة 03 سنوات لأساتذة التعليم الإبتدائي  ، و 04 سنوات لأساتذة المتوسط لكل تخصص ، و 05 سنوات لأساتذة الثانوي لكل تخصص . حيث تم فتح مدارس عليا بالأغواط و بوسعادة - المسيلة - و سكيكدة    و قسنطينة  .... وهذا ما هو معمول به لغاية الساعة .
   ب- التكوين الأولي في المعاهد :  
        تم العودة سنة 2003 - 2013 - الشروع في الإصلاح - إلى إنشاء معاهد تكوين المعلمين و تحسين مستواهم خاصة بالمعلمين فقط ، وكان البدء أولا بمعهد وطني بالجزائر العاصمة المسمى معهد تكوين المعلمين و تحسين مستواهم فاطمة الزهراء ببن عكنون . ثم تم تعميم المعاهد جهويا في كل من ورقلة / تيارت / قسنطينة ، بشار  /    و دامت لمدة 10 سنوات و كانت الشروط للإلتحاق بتلك المعاهد الحصول على معدل 10 في المواد الآتية : اللغة العربية / الفرنسية / الرياضيات ، و بعدها يتم قبول المترشح للدخول للمعهد بعد المرور على امتحان شفوي ينظمه أساتذة مكونين أكفاء في المعهد في المواد الثلاثة معرفيا و سيكولوجيا             وكانت الدراسة فيها يوميا من الثامنة صباحا لغاية الثانية عشر ، ومساءا من الثانية زوالا إلى غاية الخامسة مساءا . من السبت  إلى الأربعاء  مع ادراج معلم اللغة الأمازيغية في المعهد المركزي بالعاصمة كأول تجربة و مدة الدراسة 03 سنوات تختتم بمذكرة تخرج مع نيل شهادة معلم .
        أما المواد المدرسة فهي جل المواد علمية كانت أم أدبية مثل : العلوم الطبيعية ، رياضيات ، لغة عربية ، فرنسية ، انجليزية بالإضافة إلى مادتي الإعلام الآلي + علم النفس و التربية + المسرح + الموسيقى ..... ، مع اجبارية التدريس يوم في الأسبوع في المدارس الإبتدائية بمرافقة الأستاذ المؤطر  مع التقويم في كل حصة  +  تربص مغلق لمدة شهر كامل في السنة الثالثة من التكوين . مع العلم أن الإنتقال من سنة إلى سنة لا يتم إلى بالحصول على معدل 10 من 20
   أما من الناحية الإجتماعية فالطالب المتكون يقيم داخل المعهد وتوفر له كل شروط الراحة للتحصيل و التعليم و التكوين ، مع مده بمنحة دراسية معتبرة .
           فالهروب إلى الأمام و التسويف و البحث عن المبررات و التسرع في اتخاذ القرارات و الإرتجال ، ثم الهجر النهائي ، سمات طبعت تاريخ التكوين في الجزائر منذ الإستقلال ليومنا هذا . .)  تيلوين حبيب ، ص 224  (
رابعا - نقاط للمقارنة و التقويم :
  بعد الوصف ، يقوم الباحث بالتحليل و التفسير أي القاء الضوء على النظام التعليمي . )   عبد الجواد بكر ، 2003  ، ص 24  (
 يمكن عرض جملة من الملاحظات و النتائج المتوصل إليها وفق الجدول الآتي 1:


ماليزيا
الجزائر
* مسماها كلية تدريب المعلمين في كل ولاية .
* التأكيد على التربية الأخلاقية في مناهج التدريس .
* يدرسون مقياس الإعتناء الذاتي .
* تخصيص مركز خاص لتكوين المعلمين .
* تدوير العمل بانتقال المعلم من مدرسة لأخرى .
* كل 05  سنوات تجدد معلومات المعلم
* لقاءات المعلمين مع بعضهم البعض للتفاعل بينهم .
* وجود التعليم الفني و المهني في التعليم الثانوي
* قوة الإلتزام .
* دقة التخطيط من خلال خطة الإستشراف .
* التسمية موحدة لكل المعلمين .
* راتب واحد لكل المعلمين .
* اللغة الثانية هي الإنجليزية .
* التكوين أثناء الخدمة متواصل بشكل دائم ، و كل 05 سنوات تجدد المعلومات   
* المسمى - المدرسة للعليا للآساتذة - و لكن جهوية .
* تم اعتمادها ثم نزعت .

* لا يدرس .
* تكوين المعلمين تابع للوزارة مباشرة

 * لا يوجد .

  * لا يوجد .
   * لا توجد .

* لا توجد .

 * ضعف الإلتزام .
  * غياب شبه كلي للتخطيط .

* التسمية غير موحدة للمعلمين .
* اختلاف في الرواتب .
* اللغة الثانية هي  الفرنسية !!!
* تخلي شبه دائم عن التكوين أثناء الخدمة .
1  - الجدول من انجاز الطالب .

خاتمة :
   اجمالا ومن خلال عرضنا للمرتكزات الأساسية التي تبنتها كل من ماليزيا        و الجزائر في تكوينها للمعلمين ، تم أخذ صورة جد جلية على طبيعة التكوين في كلا البلدين و انعاكاسات ذلك على جودة تعليمها ، فماليزيا حققت انجازات كبيرة وسريعة جعلتها تتبوء مكانة متقدمة في التصنيف العالمي في مجال الجودة الشاملة في كل المراحل التعليمية و ذلك راجع لإستنادها على أرضية صلبة في تكوين المعلمين .
       في حين الجزائر و رغم كل الإمكانيات التي توفرها الدولة ، إلا النظام التعليمي الجزائري لا يزال يتخبط في الإرتجال والعشوائية و غياب خطة واضحة المعالم مما انعكس سلبا على نوعية التعليم في كل مراحله من الإبتدائي لغاية الجامعة و هذا يرجع بالدرجة لنقص و عدم فعالية تكوين المعلمين الذين هم من يحملون رسالة التغيير في الناشئة . 
     و الجزائر إن أرادت تحسين جودة تعليمها و الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة عليها الإستثمار في العقل البشري ، و ذلك من خلال رسم خطة اصلاحية جادة يتعاون فيها كل الفاعلين في الحقل التربوي ، مع البدء بتكوين سريع و فعال للمعلمين سواء أكان ذلك قبل العمل أو أثنائه حتى تقلع بنظامها التعليمي فالمعلم أمة في واحد وضرورة أن ينطلق الإصلاح منه .   



المراجع :
1 - أحمد عبد الفتاح الزكي، التربية المقارنة ،أسسها و تطبيقاتها،الأردن : دار صفاء للنشر و التوزيع للتوزيع ، ط 1، 2013
2 -   تيلوين حبيب ، التكوين في التربية ، الجزائر : دار الغرب للنشر    و التوزيع ، ط 1،2002
3-  عبد اللطيف بن حسين فرج ، نظام التربية و التعليم في العالم ،  الأردن : دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ، ط 1 ، 2005
4- عبد الجواد بكر ، منهج البحث المقارن ، بحوث و دراسات ، الأسكندرية : دار الوفاء للطباعة و النشر ، ط 1 ، 2003

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة